رواج "اللحسة" يثير تحذيرات من مخاطر الغش والتداعيات الصحية على الزبائن

باتت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الآونة الأخيرة، ملاذا للنساء اللواتي يتطلعن إلى بناء قوام مثالي كما يتصورنه بعد أن غدت هذه المنصات سوقا إلكترونيا لشراء بعض المكملات الغذائية المساعدة على الرفع من الوزن وفتح الشهية، بما فيها “اللحسة” التي كانت في السابق من بين تقاليد نساء المناطق الجنوبية فقط، قبل أن تصبح من أهم المنتجات التي تستهلك من جميع النساء لغايات جسمانية.

ويعُج “فيسبوك”، على سبيل المثال، بعروض هذه المنتجات التي تتراوح أثمنتها ما بين 200 و300 درهم، حسب الجودة والنوع، غير أنها كمختلف الأنشطة التجارية باتت في الفترة الأخيرة تعرف ممارسات احتيالية على الزبون، من خلال إضافة بعض المواد الصيدلانية والكيمائية التي ترفع من نسب المفعول وتزيد من آمال الوصول إلى أفضل النتائج لدى الزبون خلال فترة قصيرة من الزمن.

وطالما رُفعت دعواتٌ من أجل التشدد ومراقبة هذه المنتجات وطرق إنتاجها، وسط تساؤلات إنْ كانت حاصلة على الرخص الصحية التي يوفرها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في ظل وجود إقبال كبير عليها من قبل النساء وكذلك الرجال، على أمل حماية هؤلاء الزبائن من أي مخالفات قد تتسبب في تداعيات صحية.

عزيزة، واحدة من مروجات المنتوج المذكور بتراب مدينة أكادير وتوصيله كذلك إلى مختلف مناطق المملكة، قالت إن “اللحسة الأصلية تتكون من مكسرات وأعشاب طبية، ولا تكون فيها مواد حافظة كالتي يتم الإتيان بها من الصيدليات من قبل بعض بائعات هذا المنتوج الذي يبقى على العموم مصدرا للطاقة لفائدة الجسم، ويزيد من الوزن، ويفتح الشهية ويكافح نقص الدم والحديد”.

وأضافت عزيزة، مصرحةً لهسبريس، أن “اللحسة الطبيعية لا تتسبب في آثار سلبية لصحة الفرد، وهي تستهلك من طرف الأطفال بشكل عادي، عكس اللحسة المغشوشة التي يمنع تناولها من قبل الناشئة أقل من 8 سنوات، لكونها تؤثر سلبا على نموهم، وتسبب التوتر والدوران والرغبة في النوم للراشدين”، مستنكرة كل الممارسات الدخيلة على إنتاج هذه المادة الطبيعية والمسيئة لها.

ولفتت المتحدثة إلى أن “المنتوج المغشوش هو الذي يمكّن مستهلكه من زيادة فائقة في الوزن بما يصل إلى 10 كيلوغرامات في الشهر كمثال، في حين إن المنتوج الأصلي يدعم النمو الطبيعي، خلافا لما يمكن اعتقاده من أنه يزيد من النمو في فترات زمنية قصيرة كأسبوع وأسبوعين”، مبرزة أن “المنتوج المقلّد إن تم التوقف عن استعماله، تتراجع الزيادات التي تم اكتسابها خلال فترة محددة”.

وذكرت عزيزة أن “أثمنة العجينة المركّبة تصل إلى 200 درهم لكل 600 غرام، في حين إن أثمنة المسحوق لوحده من فئة 700 غرام تبقى في حدود 300 درهم، وإن تمت إضافة عسل الخروب أو سنام الجمل وزيت الزيتون، فإن وزن العجينة يرتفع إلى 1400 غرام”، منبهة في الأخير إلى “ضرورة معرفة طريقة إعداد هذا المنتوج من طرف البائع حتى لا يؤثر ذلك على صحة المستهلك”.

من الناحية الصحية، قال الطيب حمضي، باحث في السياسات والنظم الصحية، إن “الدوافع الجمالية هي التي تدفع أساسا النساء إلى اتباع طرق من أجل ضمان أوزان زائدة، إلى جانب بعض التقاليد التي تفرضها الجهوية وعقلية بعض المناطق، حيث عادة ما تلجأ ذوات الوزن الطبيعي إلى اتباع بعض الوسائل، بما فيها بعض الخلطات الغذائية وبعض الأدوية”.

وأضاف حمضي، في تصريح لهسبريس، أن “الوزن الزائد في طبيعته يظل خطرا على صحة الإنسان ونموه، وهو مسبب للجلطات الدماغية وأمراض القلب والشرايين والسرطانات والكلي والمفاصل؛ فالسمنة على العموم مرض ومشكلة صحية يجب ألا نسعى إليها منذ البداية”، مشددا على أن من بين الوسائل المعتمدة من قبل النساء في هذا الصدد، بعض الأدوية والأعشاب التي تساهم في فتح باب الشهية ونفخ الأجسام”.

وأشار المتحدث إلى أن “بعض الأدوية المعتمدة في هذا الصدد، التي تضاف إلى خلطات غذائية، تنفخ الجسم وتملؤه بالأملاح والماء، ولا تؤدي إلى الرفع من حجم العضلات وتقويتها، وعادة ما تكون النساء اللواتي يتعاطين لها مضطرات إلى الابتعاد عن النشاط والحركة، وهو ما يتسبب بدوره في مخاطر صحية على الإنسان”، مبرزا أن “اعتماد خلطات مكونة في الأساس من عناصر غير صحية، لا يمكن إلا أن يعطينا نتائج غير صحية”.

The post رواج "اللحسة" يثير تحذيرات من مخاطر الغش والتداعيات الصحية على الزبائن appeared first on Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

2024-06-29T11:06:15Z dg43tfdfdgfd