بدائل اللحوم المصنوعة من أصول نباتية أفضل لصحة الإنسان

مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكوليسترول والسمنة تتراجع لدى تناول اللحوم البديلة.

أكدت الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين يتناولون بدائل اللحوم تتراجع لديهم احتمالات الإصابة بالكوليسترول والبروتين الدهني منخفض الكثافة (أل.دي.أل) والدهون الثلاثية، في حين ترتفع لديهم نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة. وتشير بدائل اللحوم الطبيعية إلى المنتجات المصنوعة من مواد نباتية مصممة لتقليد اللحوم بكل الطرق.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة جديدة أجريت في كندا أن بدائل اللحوم المصنوعة من أصول نباتية، حتى لو كانت من نوعية الأغذية فائقة المعالجة، تظل أفضل لصحة الإنسان من تناول أصناف اللحوم التقليدية.

وبحسب الدراسة التي أجراها فريق طبي من جامعة بريتش كولومبيا في مدينة فانكوفر الكندية، فإن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والكوليسترول والسمنة تتراجع لدى تناول بدائل اللحوم ذات الأصول النباتية.

وخلال الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “كنادين جورنال أف كرديولوجي”، تبين أن الأشخاص الذين يتناولون بدائل اللحوم تتراجع لديهم احتمالات الإصابة بالكوليسترول بنسبة 13 في المئة مع تراجع نسبته 9 في المئة في البروتين الدهني منخفض الكثافة (أل.دي.أل) وتراجع نسبته 53 في المئة في الدهون الثلاثية، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 11 في المئة في البروتين الدهني عالي الكثافة المعروف باسم “الكوليسترول المفيد”.

ويقول البروفيسور إيهود أور، رئيس فريق الدراسة من كلية الطب بجامعة بريتش كولومبيا، إن “اللحوم المشتقة من أصول نباتية تعتبر بديلا صحيا يرتبط بتراجع احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وأضاف في تصريحات إعلامية نقلها الموقع الإلكتروني “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث الطبية أن بدائل اللحوم تحتوي أيضا على العديد من العناصر الغذائية والمعادن مرتفعة القيمة مثل الصوديوم على سبيل المثال.

وبالرغم من ذلك، يقر أور بأن الكثير من بدائل اللحوم تعتبر من الأغذية فائقة التصنيع التي تحتوي على نسب أقل من الألياف المفيدة للجسم، وكميات كبيرة من الملح والسكر والإضافات.

ويغير العديد من الناس عاداتهم الغذائية وقد يميلون إلى التقليل من تناول اللحوم، أو في بعض الحالات، يمتنعون عن تناولها. وفي هذه الأيام ونتيجة للكثير من المخاوف حول تناول اللحوم وخاصة الحمراء، يتجه الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم إلى التقليل أو إيقاف تناول اللحوم قدر الإمكان. نظرا لأن تناول اللحوم الحمراء قد يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والنقرس، والسكري.

وتشير بدائل اللحوم الطبيعية أو ما يعرف باللحوم النباتية إلى المنتجات المصنوعة من مواد نباتية مصممة لتقليد اللحوم بكل الطرق، بدءا من الطعم والرائحة إلى الملمس والمظهر. وتستخدم اللحوم النباتية واحدا أو أكثر من مكونات البروتين البديلة ويمكن أن تأتي في مختلف الأشكال.

وللبروتين دور فعال في حماية الجسم، حيث إن الأجسام بحاجة إلى هذا المركب لأنه يعمل على إنتاج الطاقة الضرورية ويعيد بناء العضلات، ويعزز نظام المناعة لدى الإنسان.

ولكي لا تنقص العناصر الضرورية لصحة وظائف الجسم بشكل عام، من المفيد استبدال اللحوم والدجاج بأغذية تعوض عنها.

ويمكن تعويض اللحوم الطبيعية عبر تناول البروتينات النباتية المتواجدة في العديد من الأغذية مثل:

• المكسرات: تشتهر المكسرات باحتوائها على عناصر غذائية كثيرة ونسب كبيرة من البروتين ومضادات الأكسدة والدهون الجيدة وخصوصا الجوز، اللوز، البندق والفستق.

ويفضل تناولها غير مملحة كي لا تؤدي إلى ارتفاع مستوى الصوديوم في الجسم وبالتالي احتباس الماء وكسب الجسم للوزن الزائد.

• فول الصويا وحليب الصويا: يمكن استبدال بروتين اللحوم ببروتين فول الصويا، خاصة لأن كمية الدهون والكوليسترول أقل ويمكن استخدامه في الطبخ مع العديد من الأطعمة مثل المعكرونة.

كما يعرف عن فول الصويا أنه غني بالألياف والأحماض الدهنية غير المشبعة التي تساعد على تقليل مخاطر الكوليسترول وأمراض القلب والأوعية الدموية.

• الحبوب: أنواع الحبوب المختلفة مثل حبوب الكينوا والشيا وبذور الكتان وبذور عباد الشمس كلها غنية بنسب كبيرة من البروتين والعناصر الغذائية، وتحتوي على أنواع عديدة من الفيتامينات، بالإضافة إلى احتوائها على الألياف الجيدة، ومضادات الأكسدة.

• بعض الخضراوات: هناك بعض الخضراوات التي تتميز بغناها بالبروتين وتعدد عناصرها الغذائية من الفيتامينات والمعادن والكالسيوم والبوتاسيوم ومنها الكرنب أو الملفوف والسبانخ والطماطم والبروكلي والقرنبيط، كبديل للحوم.

واللحوم المصنوعة في المختبرات موجودة منذ فترة، لكن مؤخرا هناك شركة في أيسلندا تستخدم الشعير لصناعة اللحوم. ووجد العلماء أن استخدام الشعير أرخص وأكثر قابلية للتوسع في زراعته، ومن المتوقع أن تكون اللحوم المستخرجة من النباتات هي الطريقة الجديدة لزراعة شرائح اللحم ومكافحة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والصيد الجائر والمخلفات المرتبطة بتربية المواشي.

ونجحت شركة “ريدفاين” في إنتاج أول قطعة لحم نباتية كاملة في العالم تزامنا مع الطلب المتزايد على بدائل اللحوم، والمنتجة لمقدار أقل من انبعاثات الغازات الدفيئة والموفرة للمياه مقارنة بتربية المواشي.

وحظيت شريحة اللحم النباتية بإشادة ما يزيد عن 50 طاهيا ومالك مطعم وناقد طعام، لجودتها العالية ونكهتها المميزة وملمسها الأقرب إلى اللحوم الحمراء، خاصة الجزء الغض منها.

وبرغم مثاليتها فإنها تفتقر للنكهة القوية للحوم العادية وفقا لكبير الطهاة دانيال غالميش.

وصنعت شريحة اللحم من مواد نباتية بالكامل مثل الحمص ومجموعة من الألوان الطبيعية المستخرجة من الفواكه والخضراوات باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.

وتسعى شركة “ريدفاين” في الوقت الحالي لافتتاح مصنع خاص في هولندا، لإنتاج 5 آلاف طن من اللحوم الجديدة سنويا، بسعر 25 جنيها إسترلينيا للكيلو الواحد أي ما يعادل 127 ريالا سعوديا.

وطبقا لدراسات هارفارد، تساعد البروتينات النباتية مثل البقوليات وفول الصويا والمكسرات والقمح والترمس في الحد من الكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، نظرا لعلاقة اللحوم الحمراء بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

وأظهرت دراسة نشرت نتائجها في الثاني من يوليو 2024 مجلة “نيتشر كومونيكيشنز” أن من الممكن الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة الزراعية ومن تدمير المساحات الطبيعية عن طريق خفض استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان إلى النصف، لصالح اعتماد بدائل نباتية جديدة.

وبحث فريق دولي في الفوائد البيئية لاستهلاك أغذية بديلة جديدة، تعتمد في تكوينها على النباتات أو حتى الفطر، والتي يمكن أن تحلّ محلّ المنتجات الرئيسية ذات الأصل الحيواني.

وأجرى معدو الدراسة عمليات محاكاة لسيناريوهات التغييرات الغذائية بناء على وصفات نباتية، تحتوي على سبيل المثال على بروتينات الصويا أو الفاصولياء المجففة، والتي من المفترض أن تقدم الفوائد الغذائية نفسها التي توفرها المنتجات الحيوانية.

وأشار الباحثون في خلاصات دراستهم إلى أنهم لاحظوا “انخفاضا كبيرا في التأثيرات البيئية العالمية (المتوقعة) بحلول عام 2050، إذا تم استبدال 50 في المئة من المنتجات الحيوانية الرئيسية (بما يشمل الدواجن ولحم البقر والحليب)”.

وبشكل أكثر تحديدا، ستنخفض انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الزراعة واستخدام الأراضي بنسبة 31 في المئة في عام 2050 مقارنة

بعام 2020.

Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).

2024-07-03T02:10:08Z dg43tfdfdgfd