التهاب المهبل البكتيري لدى النساء

فهرس الصفحة

ما هو التهاب المهبل البكتيري؟

ما هي أسباب التهاب المهبل البكتيري؟

ما هي أعراض التهاب المهبل البكتيري؟

ما هي طرق تشخيص التهاب المهبل البكتيري؟

كيف يمكن علاج التهاب المهبل البكتيري؟

كيف يمكن الوقاية من التهاب المهبل البكتيري؟

ما هي مضاعفات التهاب المهبل البكتيري؟

تخيلي معنا عالماً دقيقاً ومعقداً يعيش في أعمق أعماق جسمك، حيث يتعاون الملايين من الكائنات الحية المجهرية في تناغم مذهل للحفاظ على توازن صحي وسعيد. هذا العالم المجهري يتواجد في المهبل، حيث تساهم البكتيريا الجيدة في حماية هذا النظام الحساس. ولكن، ماذا يحدث عندما يختل هذا التوازن؟ التهاب المهبل البكتيري هو القصة التي تحكي عن هذا الخلل.

تعرفي معنا في هذا المقال على التهاب المهبل البكتيري، وأسبابه، وطرق علاجه المختلفة.

ما هو التهاب المهبل البكتيري؟

التهاب المهبل البكتيري هو اضطراب شائع يحدث عندما يختل التوازن الطبيعي للبكتيريا الموجودة في المهبل. في الظروف العادية، تحتوي البيئة المهبلية على مجموعة متنوعة من البكتيريا، حيث تكون البكتيريا الجيدة، مثل العصيات اللبنية، هي السائدة وتعمل على الحفاظ على مستوى الحموضة المثالي وحماية المهبل من العدوى. [1]  

ولكن عندما يتعرض هذا التوازن للاضطراب، يمكن للبكتيريا الضارة أن تتكاثر وتصبح السائدة، مما يؤدي إلى التهاب المهبل البكتيري، وتبدأ هذه البكتيريا في إصدار روائح غير محببة وإفرازات غير طبيعية، مما يسبب عدم الراحة وربما الحكة. إنه بمثابة انقلاب في مملكة الكائنات المجهرية، حيث تستولي العناصر السيئة على السلطة، مخلفة وراءها الفوضى والاضطراب. [1] 

ما هي أسباب التهاب المهبل البكتيري؟

كما ذكرنا فيما سبق، يحدث التهاب المهبل البكتيري عندما يختل التوازن الطبيعي بين البكتيريا الجيدة والبكتيريا الضارة في المهبل. وفيما يلي تفاصيل أكثر عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى هذا الخلل: [2]  

استخدام المضادات الحيوية وقتل البكتيريا الجيدة: المضادات الحيوية لا تميز بين البكتيريا الجيدة والبكتيريا الضارة. عند استخدامها لعلاج العدوى، يمكن أن تقتل المضادات الحيوية البكتيريا الجيدة في المهبل، مما يسمح للبكتيريا الضارة بالنمو والازدهار. التغييرات الهرمونية: وتشمل هذه التغيرات كل من: الدورة الشهرية: التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية يمكن أن تؤثر على توازن البكتيريا في المهبل. الحمل: التغييرات الهرمونية خلال الحمل قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري. الدش المهبلي: يسبب الدش المهبلي التهاب المهبل البكتيري بعدة طرق، وتشمل: الإخلال بالتوازن الطبيعي: استخدام الدش المهبلي يمكن أن يزيل البكتيريا الجيدة من المهبل، مما يتيح للبكتيريا الضارة فرصة النمو. التعرض للمواد الكيميائية: المواد الكيميائية في بعض أنواع الدش يمكن أن تهيج الغشاء المخاطي في المهبل، وتؤثر على توازن البكتيريا. الجماع غير المحمي: يعد الجماع غير المحمي من أسباب التهاب المهبل البكتيري لأنه يسبب: انتقال البكتيريا: يمكن أن يؤدي الجماع غير المحمي إلى انتقال البكتيريا الضارة من الشريك، مما يؤثر على التوازن البكتيري في المهبل. تغيير درجة الحموضة: يمكن للسائل المنوي أن يغير درجة الحموضة في المهبل، مما يسهم في نمو البكتيريا الضارة. استخدام موانع الحمل الداخلية، مثل اللولب الرحمي: يمكن أن يسبب تهيجًا محليًا في المهبل، مما قد يؤثر على توازن البكتيريا. التدخين: التدخين يمكن أن يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل من الصعب على الجسم التحكم في نمو البكتيريا الضارة. الملابس الضيقة وغير القطنية يسبب بيئة رطبة ودافئة: الملابس الضيقة وغير القطنية يمكن أن تخلق بيئة رطبة ودافئة، مما يشجع على نمو البكتيريا الضارة. قلة النظافة الشخصية أو الإفراط في النظافة: عدم العناية بالنظافة الشخصية يمكن أن يؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة، بينما الإفراط في استخدام منتجات النظافة قد يزيل البكتيريا الجيدة.

يذكر أن التهاب المهبل البكتيري لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولا يعتبر من الأمراض المنقولة جنسياً، لكنه مرتبط بالنشاط الجنسي، حيث يعتقد الباحثون أن ممارسة الجماع قد يغير البيئة البكتيرية في المهبل، وهذا يجعل فرط النمو البكتيري أكثر احتمالاً. [2]

ما هي أعراض التهاب المهبل البكتيري؟

التهاب المهبل البكتيري هو حالة شائعة تؤثر على النساء، ويمكن أن يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض. فيما يلي الأعراض الرئيسية التي قد تظهر على النساء عند الإصابة به: [1] [2]

إفرازات مهبلية غير طبيعية: الإفرازات تكون عادة رقيقة وسائلة، وقد تكون ذات لون أبيض أو رمادي. وقد تكون الإفرازات ذات رائحة كريهة تشبه رائحة السمك، وتكون هذه الرائحة أكثر وضوحاً بعد الجماع. رائحة كريهة: رائحة مهبلية قوية وغير معتادة، غالباً ما تكون تشبه رائحة السمك، وهي واحدة من العلامات المميزة لالتهاب المهبل البكتيري. حكة أو تهيج: شعور بالحكة أو التهيج في منطقة المهبل والشفرتين. حرقة عند التبول: الشعور بالحرقان أو الألم أثناء التبول. احمرار أو تورم: قد تلاحظين احمراراً أو تورماً في منطقة المهبل والشفرتين. عدم الراحة أثناء الجماع: الشعور بعدم الراحة أو الألم خلال الجماع.

ملاحظة هامة: قد تكون الأعراض غير واضحة أو خفيفة في بعض الحالات، وقد لا تلاحظ بعض النساء أي أعراض على الإطلاق. إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة، أو إذا كانت مصحوبة بحمى أو ألم شديد في البطن، يجب استشارة الطبيب فورًا.

ما هي طرق تشخيص وعلاج التهاب المهبل البكتيري؟

استشارة الطبيب مهمة لتأكيد التشخيص والحصول على العلاج المناسب. إذا ترك التهاب المهبل البكتيري دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات مثل زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، والتهابات الحوض، وزيادة خطر الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل.

لا يمكن إلا لمقدم الرعاية الصحية تشخيص التهاب المهبل البكتيري (BV) بشكل دقيق. إذا كنتِ تعانين من علامات وأعراض التهاب المهبل البكتيري، يجب عليكِ التواصل مع مقدم الرعاية الصحية لتحديد موعد. خلال الموعد، سيسألكِ مقدم الرعاية عن تاريخكِ الطبي، بما في ذلك أي التهابات مهبلية سابقة أو إصابات بالأمراض المنقولة جنسياً (STIs). كما قد يقوم بما يلي:

إجراء فحص الحوض: سيقوم مقدم الرعاية بوضع أصابع مغطاة بالقفازات داخل المهبل للتحقق من علامات العدوى، مثل زيادة الإفرازات أو الإفرازات ذات الرائحة الكريهة التي تكون بيضاء أو رمادية اللون. أخذ عينة من الإفرازات المهبلية: سيقوم مقدم الرعاية بإدخال أداة تسمى المنظار في المهبل، ثم يستخدم مسحة للحصول على عينة من السوائل من المهبل. تُرسل هذه العينة إلى المختبر لتحديد أنواع البكتيريا الموجودة.

يمكن استخدام العينة التي تم جمعها من الإفرازات المهبلية لإجراء عدة أنواع من الاختبارات لتشخيص التهاب المهبل البكتيري. الأكثر شيوعاً تشمل:

الفحص المجهري (Wet Mount): يتضمن وضع الإفرازات المهبلية على شريحة زجاجية وفحصها تحت المجهر. اختبار الرائحة (Whiff Test): يقوم مقدم الرعاية بشم الإفرازات المهبلية للتحقق من وجود رائحة السمك.

اختبار درجة الحموضة المهبلية (Vaginal pH Test): يقيس هذا الاختبار مدى حموضة الإفرازات. قد تشير درجة الحموضة الأعلى إلى وجود التهاب المهبل البكتيري.

إذا كانت لديكِ أي علامات أو أعراض تشير إلى التهاب المهبل البكتيري، فلا تترددي في تحديد موعد مع مقدم الرعاية الصحية للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في منع المضاعفات المحتملة وتحسين راحتكِ العامة. [1] [2] 

كيف يمكن علاج التهاب المهبل البكتيري؟

إذا لم تكن لديكِ أعراض، فإن العلاج لالتهاب المهبل البكتيري (BV) عادةً ليس ضروريًا. يمكن أن يكون التهاب المهبل البكتيري ذاتي الحد (أي أنه سيختفي من تلقاء نفسه). ولكن يجب طلب العلاج في الحالات التالية:

إذا كنتِ على وشك إجراء عملية طبية: مثل تركيب اللولب الرحمي (IUD) أو إنهاء الحمل، حيث يمكن أن تسمح هذه الإجراءات بدخول البكتيريا إلى الرحم. إذا كنتِ حاملاً: تحدثي إلى طبيبك أو طبيبة النساء والتوليد أو القابلة حول علاج التهاب المهبل البكتيري. إذا كانت أعراض BV تؤثر على جودة حياتك: مثل تجنب العلاقة الجنسية بسبب الأعراض.

أما عن الأدوية الموصوفة لعلاج التهاب المهبل البكتيري، فإنها تشمل ما يلي:

المضادات الحيوية

يستخدم مضاد حيوي يسمى الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole) لعلاج التهاب المهبل البكتيري. إذا وصف لكِ الطبيب الميترونيدازول، ستحتاجين إلى:

تناول المضاد الحيوي مرتين يومياً لمدة 7 أيام. تناول الأقراص بعد الوجبات: يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الغثيان واضطرابات المعدة التي قد تصاحب هذا الدواء. تجنب شرب الكحول أثناء تناول هذا الدواء. الكريمات المهبلية

يمكن للأطباء أيضاً وصف كريم مضاد حيوي مهبلي مثل الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin) إذا كنتِ غير قادرة على تناول الميترونيدازول. ويتم وضع الكليندامايسين على المهبل لمدة 7 ليالٍ.

من الضروري اتباع إرشادات الطبيب بعناية والتأكد من إكمال العلاج الموصوف لضمان التخلص الكامل من العدوى ومنع تكرارها. إذا كانت لديكِ أي استفسارات أو مخاوف حول العلاج، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية للحصول على المشورة المناسبة.

كيف يمكن الوقاية من التهاب المهبل البكتيري؟

للوقاية من التهاب المهبل البكتيري، يمكن اتباع بعض النصائح:

الحفاظ على نظافة المنطقة التناسلية: اغسلي المنطقة بلطف باستخدام ماء دافئ وصابون غير معطر. تجنب الدش المهبلي: تجنبي استخدام الدش المهبلي ومنتجات العناية المهبلية المعطرة. ارتداء ملابس داخلية قطنية: تساعد الملابس القطنية على الحفاظ على التهوية وتقليل الرطوبة. تجنب ارتداء الملابس الضيقة: اختاري الملابس الفضفاضة التي تسمح بتهوية المنطقة التناسلية. الحرص على النظافة الشخصية أثناء الجماع: استخدم الواقيات الذكرية أثناء ممارسة الجماع لتقليل خطر انتقال البكتيريا.

ما هي مضاعفات التهاب المهبل البكتيري؟

بالرغم من أن العديد من النساء اللواتي يعانين من التهاب المهبل البكتيري لا يواجهن مضاعفات، إلا أن التهاب المهبل البكتيري قد يرتبط بعدة مشكلات صحية خطيرة، منها: [1] [2]

الإجهاض وفقدان الحمل المبكر: يمكن أن يزيد التهاب المهبل البكتيري من خطر الإجهاض. الولادة المبكرة وانخفاض وزن المولود: قد يؤدي التهاب المهبل البكتيري إلى مخاطر خلال الحمل تؤثر على صحة الجنين. التهاب الحوض (PID): قد يزيد التهاب المهبل البكتيري من خطر الإصابة بالتهاب الحوض. زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً (STIs): يمكن أن يزيد التهاب المهبل البكتيري من احتمالية الإصابة بعدوى جنسية.

في النهاية، التهاب المهبل البكتيري هو تذكير بمدى تعقيد وجمال النظام الداخلي لأجسامنا، وكيف يمكن لتغييرات صغيرة أن تؤثر بشكل كبير على توازننا الصحي.

لذا، لنحافظ على هذا التوازن بحب واهتمام، ولنعمل على تعزيز التعاون بين جميع عناصر هذا العالم المجهري لضمان صحة وسعادة مستدامة. ومن خلال التوعية والرعاية الذاتية والعلاج المناسب، يمكن استعادة التوازن المفقود. قد يتضمن العلاج استخدام المضادات الحيوية لاستعادة السيطرة، أو ربما تعديلات بسيطة في نمط الحياة مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، وارتداء الملابس القطنية، وتجنب المهيجات الكيميائية.

مواضيع ذات صلة

شاهدي أيضاً: الفرق بين التهابات المهبل الفطرية والبكتيرية

شاهدي أيضاً: أسباب وعلاج التهابات المهبل

شاهدي أيضاً: علاج التهابات المهبل للحامل

شاهدي أيضاً: علاج التهاب المهبل بالأعشاب

شاهدي أيضاً: انواع التهابات المهبل واعراضها وعلاجها

تم نشر هذا المقال على موقع ليالينا

2024-06-20T14:16:20Z dg43tfdfdgfd