هل عدم الوحم يدل على الحمل بولد؟

سؤال اليوم: هل عدم الوحم يدل على الحمل بولد ؟ في بداية رحلة الحمل، تبدأ المرأة بملاحظة العديد من التغيّرات الجسدية والنفسيّة، ومن بينها تبرز ظاهرة الوحام، التي تعتبر من أبرز علامات الحمل، ولكن هل من الممكن الاعتماد عليها من أجل معرفة جنس المولود؟

في هذا المقال، سنتناول عدّة محاور أساسية، وسنبدأ بعرض علاقة الوحام بجنس الجنين، ثمّ سنتحدّث عن الفروقات بين وحام الحمل بولد ووحام الحمل ببنت، وصولًا إلى الرأي العلمي في هذه القضية، وأخيرًا سنختتم بمراجعة شاملة وتقديم وجهة نظر شخصية حول الموضوع.

علاقة الوحام بجنس الجنين

هل عدم الوحم يدل على الحمل بولد ؟ الوحم هو أحد العوارض الشائعة التي تظهر لدى المرأة الحامل، وعادةً ما يرتبط بتغيرات في الشهية ورغبات مفاجئة في تناول أطعمة معينة.

يعتقد البعض أنّ هناك علاقة بين الوحام وجنس الجنين، حيث يتمّ الترويج لفكرة أنّ عدم الوحم يدل على الحمل بولد، في حين يرتبط الوحام الشديد بالحمل ببنت، وعادةً ما تستند هذه المعتقدات تستند إلى تجارب شخصية وحكايات شعبية، لكنها ليست بالضرورة مدعومة بأدلة علمية، لذا فهي ليست من بين الطرق العلمية لمعرفة جنس الجنين.

بماذا يختلف وحام الحمل بولد عن وحام الحمل ببنت

هناك اعتقاد شائع بأن وحام الحمل بولد يختلف عن وحام الحمل ببنت، فعادةً ما يُقال إن النساء الحوامل بذكر يميلن إلى تناول الأطعمة المالحة والبروتينية، بينما تفضّل النساء الحوامل بأنثى الأطعمة الحلوة والفاكهة، وعلى الرغم من انتشار هذه المعتقدات، إلا أنّ الأبحاث العلمية لم تجد دليلًا قاطعًا يدعم هذه الفروقات بناءً على جنس الجنين.

يروّج البعض أيضًا لفكرة أن الوحام الشديد يعَدّ من علامات الحمل ببنت، بينما عدم الشعور بالوحم أو الشعور بوحم خفيف يدل على الحمل بذكر، وهذه الأفكار تعتمد غالبًا على الموروثات الثقافية والشعبية، ولكنها تفتقر إلى أساس علمي.

الرأي العلمي في هذه القضيّة

لفهم حقيقة ما إذا كان عدم الوحم يدل على الحمل بولد أم لا، يجب نلقي نظرة على ما تقوله الأبحاث العلمية.

تشير دراسة نُشِرَت على موقع (BMJ Journals) تحت عنوان “Exploring associations between pregnancy cravings and sociodemographic, lifestyle and health factors: insights from a cross-sectional population study in Jordan”، إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على ظهور الوحام خلال الحمل، بما في ذلك التغيرات الهرمونية والحالة النفسية والتغذية، ولكن لم يتم العثور على علاقة إحصائية بين الرغبة الشديدة في تناول الطعام وجنس الأطفال، ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن حوالي 67% من الأمهات اللاتي يشتهين الكافيين والأطعمة الحارة أنجبن أطفالًا إناثًا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.

من جانب آخر تناولت دراسة أخرى نُشِرَت على موقع (National Library of Medicine) عام 2018 تحت عنوان “Is there a relationship between children’s behaviour and food cravings during pregnancy?” وبالاستناد إلى موقع (Elsevier, Journal of Taibah University, Medical Sciences) موضوع الوحام وخلصت إلى أنّه الوحام هو استجابة طبيعية لجسم المرأة الحامل للتغيرات الهرمونية والنفسية التي تحدث خلال الحمل، ولم تجد الدراسة أي علاقة وثيقة بين عدم الوحام وتحديد جنس الجنين. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الدراسة يمكنكِ الضغط هنا.

إحدى المقالات الأخرى التي تستحق الذكر هي تلك التي نشرت على موقع (Alpha Biolabs) هذا العام تحت عنوان “Can pregnancy cravings be used to predict baby gender?”، حيث استعرضت الأسباب البيولوجية والنفسية للوحام خلال الحمل وخلصت إلى أنّ هذه الظاهرة هي جزء طبيعي من تطور الحمل ولا يمكن اعتبارها مؤشرًا على جنس الجنين، فالوحام يتأثر بعوامل عديدة ومتنوعة ولا يمكن استخدامه كأداة لتحديد جنس الجنين. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه المقالة يمكنكِ الضغط هنا.

بناءً على الأبحاث والدراسات العلمية المتوفرة، يتضح أن لا يوجد دليل قاطع يدعم الاعتقاد بأن عدم الوحام يدل على الحمل بولد، بل هو ظاهرة طبيعية تحدث نتيجة لتغيرات هرمونية ونفسية، ولا يمكن استخدامه كمؤشّر دقيق لتحديد جنس الجنين.

في نهاية المطاف، يجب على النساء الحوامل أن يركّزن على العناية بصحّتهن وصحّة أجنّتهنّ بدلًا من الانشغال بالمعتقدات الشعبية التي قد لا تكون مبنيّة على أساس علمي، ومن الأهمّ التركيز على التغذية الجيّدة، الراحة النفسيّة، والمتابعة الطبيّة المنتظمة لضمان الحفاظ على صحّة الحمل والجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ طريقة معرفة نوع الجنين من الطفل السابق.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الاهتمام بالصحة العامة والتغذية السليمة والراحة النفسية هو الأهم خلال فترة الحمل، بدلًا من التركيز على معتقدات غير مدعومة بأدلة علمية، كما يجب على المرأة الحامل أن تستمتع بفترة حملها من دون القلق بشأن جنس الجنين بناءً على عوارض مثل الوحم، وفي النهاية كل تجربة حمل هي فريدة من نوعها وتختلف من امرأة لأخرى.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-07-01T11:16:31Z dg43tfdfdgfd