أسباب الحمل الكيميائي وعوارضه

أسباب الحمل الكيميائي عديدة، وغالبًا ما تكون مشابها لتلك التي تُسبّب أي نوع آخر من الإجهاض التلقائي. تعرّفي عليها في هذا المقال.

على الرغم من شيوع حالات الحمل الكيميائي، إلا أنّ هناك نقص بالتوعية حولها، مما يجعل من الضروري تسليط الضوء على هذه التجربة من أجل دعم النساء اللواتي واجهن هذا النوع من الحمل. لذلك نقدّم تفسير واضح لهذه الحالة وإجابات عن أسئلتك حول الموضوع.

تعريف الحمل الكيميائي

الحمل الكيميائي أو البيوكيميائي، المعروف أيضًا باسم الحمل الكيميائي الحيوي، هو فقدان مبكر جدًا للحمل يحدث خلال الأسابيع الخمسة الأولى بعد الحمل. ويكون سبب هذا الإجهاض المبكر عدم تطوّر الجنين بشكل طبيعي.

تعتبر حالات الحمل الكيميائي شائعة جدًا، حيث تمثل من 50 الى 75 بالمئة من حالات الإجهاض المبكر. ومع ذلك، فإن العديد من النساء لا يدركن أنهن تعرضن للحمل الكيميائي، لأنه يحدث حتى قبل اكتشاف الحمل من خلال العلامات السريرية المعتادة. وغالبًا ما تكون هذه الظاهرة غير معروفة لعامة الناس ولكن قد تسبب ضائقة عاطفية كبيرة للنساء اللواتي مررن بهذه التجربة.

ووفقًا لأطباء النساء والتوليد، قد يمثل هذا الحمل خللًا كروموسوميًا أو هرمونيًا، مما يعني عدم التصاق الجنين. وهذا لا يعتبر إجهاضًا، ولا توجد فحوصات يجب إجراؤها عند حصوله لمرّة واحدة. ويُعتَبَر الحمل الكيميائي الحيوي في معظم الحالات ظاهرة فسيولوجية، وبالتالي ليست مرضية ولا ينبغي أن تسبب القلق، الّا في حالة تكرار الحمل البيوكيميائي لأكثر من مرّة.

مصدر الصورة: Freepik

سبب النتيجة الإيجابيّة لاختبار الحمل

عندما يتم تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، تندمج الخليّتان لتشكّلان الخليّة الأولى للطفل المستقبلي التي ستنقسم لتُعطي خليتين، ثم أربع، ثم ستة عشر، وما إلى ذلك… بعدها يحصل ما يُسمّى بالانغراس وهو عندما تنغرس البويضة في الرحم.

عندها يبدأ إنتاج ما يُسمّى بـ”بيتا HCG ” هرمون الحمل الشهير والذي يمكن قياسه كمياً في الدم. ولهذا السبب يكون اختبار الحمل إيجابيًا.

وعند حصول حالة توقف التطور الجنيني، ينهار مستوى بيتا HCG، ما يشير إلى حدوث إجهاض تلقائي مبكر جدًا.

أعراض الحمل الكيميائي

في معظم الأحيان تمر هذه “الحالة” بشكل طبيعي وفي وقت مبكر من دون أن تدرك المرأة ذلك. وقد تكون أعراض الحمل الكيميائي خفيفة ومشابهة لأعراض الدورة الشهرية الطبيعية أو لعوارض بداية الحمل الطبيعي، ومنها:

  • تقلصات البطن الخفيفة
  • نزيف
  • بقع دمّ
  • يعطي اختبار الحمل في البداية نتيجة إيجابية تليها نتيجة سلبية.

تشخيص هذه الحالة

من الضروري استشارة طبيبك إذا كنت تشكّين في وجود حمل كيميائي أو تعانين من أي أعراض غير عادية. غالبًا ما يبدأ التشخيص باختبار الحمل المنزلي الإيجابي ثم السلبي. ومع ذلك، فإن اختبارات الدم لقياس مستويات هورمونات الحمل بدقة واجراء السونار ضرورية لتأكيد الحالة، إذ لا يظهر كيس الحمل في الحمل الكيميائي.

أمّا في حالة الحمل البيوكيميائي المتكرّر، يقوم الطبيب بإجراء فحوصات لاستبعاد مشاكل الجهاز التناسلي الأنثوي التي قد تكون سببًا يمنع استمرار الحمل.

مصدر الصورة: Freepik

أسباب الحمل البيوكيميائي

ليس من السهل معرفة الأسباب الدقيقة لفشل بعض حالات الحمل الكيميائي، ولكنها في بعض الأحيان تشبه أسباب الإجهاض في بداية الحمل الطبيعي، وهناك عوامل عدّة تلعب دورًا في حدوثها، نعدّد لك أهمّها:

  • تشوهات الكروموسومات

تحدث معظم حالات الحمل الكيميائي بسبب تشوهات الكروموسومات في الجنين خلال تكوّنه، ما يمنع تطوره الطبيعي وانغراسه في الرحم. وتمثل هذه المضاعفات الجينية السبب الرئيسي لهذه الخسائر المبكرة، حيث تشمل تصل الى 75 بالمئة من الحالات.

  • مشاكل في بنية الرحم لدى الأم

يمكن أن تمنع عوامل مثل بطانة الرحم غير المتقبلة أو الاختلالات الهرمونية عملية انغراس الجنين.

  • عوامل مختلفة أخرى

هناك عوامل عدّة تزيد من خطر الإصابة بالحمل الكيميائي، نذكر منها:

  • تقدّم الأم بالعمر.
  • الاضطرابات والاختلالات الهرمونية والالتهابات التي تؤثر على الجهاز التناسلي.
  • الظروف البيئية وسلوكيات معينة، مثل التدخين أو الإفراط في استهلاك الكحول، السمنة أو حتّى الاجهاد الشديد للأم.

نصائح للتعامل مع الحمل الكيميائي

  • أولاً، اعلمي أنه لا فائدة من إجراء الفحوصات، لأنه الأمر ليس إجهاضاً. ووفق الأخصائيّين، إذا عانيتي بالصدفة من حمل كيميائي، فلا تقلقي لأن لا تأثير على الخصوبة. بل على العكس، فهو يثبت أنك قادرة على الحمل. وإذا نجح الحمل مرة، فهذا يعني أن لديك كل الفرص لتحملي بشكل طبيعي حتى الولادة في المرة القادمة.
  • ثانيًا، اذا شككت بالحمل لا تحاولي اكتشاف ذلك مبكرًا عن طريق إجراء اختبار بول مبكر وانتظري حتى موعد الدورة الشهرية “الحقيقية”. ما سيوفّر عليك الشعور بخيبة الأمل اذا لم يكن حملك ثابتًا، والقلق لاحقًا.
  • ثالثًا، لا داعي للانتظار قبل محاولة الحمل مرّة أخرى في حال تعرّضك لحالة الحمل الكيميائي.

تتطلب حالات الحمل الكيميائي مزيدًا من الوعي لفهم هذه التجربة وإدارتها بشكل أفضل، من خلال التحدث بصراحة عن حالات الحمل الكيميائي، يمكننا تقديم الدعم العاطفي للنساء اللواتي مررن بها.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، إذا شعرت بالحاجة للتحدّث بالموضوع، اخبار محيطك بتجربتك للحمل الكيميائي. وتأكّدي أن الطبيعة تفعل الأشياء بشكل جيد، فليس هناك ما يدعو للقلق والتوتر.

تم نشر هذا المقال على موقع عائلتي

2024-07-03T08:08:44Z dg43tfdfdgfd